ندوة إعداد الممثل أكاديميا

ندوة إعداد الممثل أكاديميا

تطرقت ندوة “إعداد الممثل أكاديميا” التي أقيمت في مهرجان المسرح المصري إلى العديد من المحاور الهامة حول تدريب الممثل وتطوير مهاراته، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين في مجال المسرح.

وقد تناول الناقد المسرحي عبد الغني داوود في دراسته “مدارس الأداء التمثيلي في المسرح المصري” مناهج عدد من الممثلين المصريين المشهورين، مثل منهج “ستانسلافكسي” الذي يقوم على مناظرة الطبيعة في الأداء، وكذلك منهج “بريخت” الذي يعتمد على طرق تحقيق التغريب عن طريق إعطاء الشعور بالماضي، والنقل إلى شخص ثالث وكأن الممثل ينقل عن شخص غائب.

كما تطرق داوود إلى مدرسة الأداء الهزلي التي تعتمد كثيرا على الارتجال، والتي ظهرت في المسرح المصري في القرن العشرين، وتأثرت بمدرسة “الكوميديا ديلارتي” الإيطالية. ومن أبرز الممثلين المصريين الذين اتبعوا هذا المنهج الفنان علي الكسار وإسماعيل يس.

وأشار داوود إلى أن عددًا كبيرًا من الممثلين المصريين تبنوا مدرسة الموهبة الفردية، والتي تعتمد على القدرات الشخصية للممثل دون الالتزام بمنهج معين. ومن أبرز الممثلين المصريين الذين اتبعوا هذا المنهج شكري سرحان وبرلنتي عبدالحميد وحسن يوسف وسميحة أيوب وعبدالله غيث وكذلك حسين رياض ومحمود المليجي واستيفان روستي.

من جانب آخر، تناول الدكتور مدحت الكاشف العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية أهمية الدراسة والتعلم بالنسبة للممثل، حيث قال: “مهم فكرة ارتباط الممثل بمنهج علمي، ولكن تعليم الإبداع متغير وأساليبه متعددة وليس له قواعد ثابتة لكيفية تجهيز الممثل للاحتراف”.

وأشار الكاشف إلى أن المعهد العالي للفنون المسرحية تم تأسيسه عام 1943، وأول دفعة تخرجت منه كانت عام 1947، وكان يدرس فيه زكي طليمات باعتباره المؤسس، واستقطب آخرون للتدريس به مثل فتوح نشاطي، وأهم أستاذ درس للدفعة الأولى كان عميد الأدب العربي طه حسين.

وتابع الكاشف: “ولكي يحافظ “طليمات” على تلك الأكاديمية، استعان ببعض خريجي الدفعة الأولى للمعهد من أجل التدريس في المعهد، وكان منهم حمدي غيث “الأول على الدفعة”، ونبيل الألفي، وعبدالرحيم الزرقاني، وزكريا سليمان، هذا الجيل درس ما تم تحصيله من ذكي طليمات وكان هذا لا يكفي، وأرى أننا نعيش حياة كاملة نمارس فيها المسرح واعتقد أن التعلم يأتي من هنا بصرف النظر عن المنهج، والمسرح مدرسة الممثل ومن لم يمثل مسرح” فاته الكثير” ، فهو الاختبار الحقيقي، وفكرة أن المسرح يجعل الممثل “أوفر” في انفعالاته هذا غير صحيح، والمعهد يساعد على تنمية وتطوير الموهبة، والمعهد في 80 سنة تخرج منه 5 آلاف طالب منهم حوالي 2600 حتى الدفعة الماضية تمثيل فقط، والباقي تخرجوا من الأقسام الأخرى، وهذا رقم في 80 سنة قليل جدا، ودلالات تلك الأرقام مهمة جدا، وأن المعهد لا يقبل إلا الموهوبين”.

وأكد الكاشف أن فن التمثيل هو نشاط مهني يرتكز على الموهبة كأساس وعلى العلم كوسيلة لتهذيب وتنظيم الموهبة.

من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد المنعم أستاذ مساعد التمثيل بقسم المسرح بجامعة الإسكندرية حتمية التدريب بالنسبة للممثل، وتنمية قدراته وصول موهبته من اجل اكسابه مهارات عدة ومتنوعة تمكنه من أداء اية مهمة يكلف بها داخل اي عرض مسرحي.

كما تحدث الناقد أحمد خميس عن منهج خالد جلال في تدريب الممثل، حيث قال: “الأهمية القصوى لمنجز خالد جلال تكمن في حرصه الشديد على أن يكتمل تعليم الطالب في المركز بالمنطق الذي يصنع منه فنانا شاملا يمكنه القيام بالعديد من الشخصيات الدرامية، كما يمكنه كتابة بعض الحوارات والافكار التي تساعد في بناء النسيج النهائي للعرض المسرحي”.

وقدم الناقد أحمد خميس دراسة بعنوان ” محاولة لفهم مناهج التمثيل بالجهات الحكومية وبمراكز التدريب”.

وقد ناقش المشاركون في الندوة العديد من القضايا الهامة حول تدريب الممثل وتطوير مهاراته، وخرجوا بالعديد من التوصيات التي من شأنها النهوض بالمسرح المصري،

إغلاق