الاختلافات الواضحة في وجهات النظر بين العرب والغرب بشأن الصراع في غزة

الاختلافات الواضحة في وجهات النظر بين العرب والغرب بشأن الصراع في غزة

تتجلى الاختلافات الواضحة في وجهات النظر بين العرب والغرب بشكل واضح فيما يتعلق بتفسيرات الأبعاد المختلفة للصراع في قطاع غزة، وقد تجلى ذلك بشكل واضح في كلمات الحضور خلال قمة السلام التي عُقدت في القاهرة.

يُرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن هذه الاختلافات ليست مستغربة وليست جديدة، بل تعكس قاعدة تاريخية تتعلق بدعم الدول الغربية لإسرائيل لحماية مصالحها في منطقة الشرق الأوسط.

ويُظهر الانحياز الواضح للموقف الإسرائيلي من قبل عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تشجيعًا على استمرارية التصعيد العسكري واستهداف المدنيين والمستشفيات، وهو أمر غير مقبول ولا يتفق مع القوانين الدولية ولا مع الضمير الإنساني.

بالنسبة لنور عودة، الباحثة والكاتبة الفلسطينية، تُظهر قمة القاهرة ضغطًا على المجتمع الدولي الذي يظل صامتًا أمام مأساة الشعب الفلسطيني، خاصة بالنسبة للدول الغربية كالولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا. لكنها تشير إلى رفض المعسكر الدولي إدانة جرائم إسرائيل وهذا قد يشجع إسرائيل على ارتكاب المزيد من الجرائم.

من جهة أخرى، يرى جاسم محمد، الخبير الأمني ورئيس المركز الأوروبي للدراسات من ألمانيا، أن مؤتمر السلام في القاهرة يُعَد إنجازًا تاريخيًا، ويشير إلى وجود اختلافات كبيرة بين وجهة نظر الاتحاد الأوروبي والعرب فيما يخص القضية الفلسطينية. وتتمثل أحد هذه الاختلافات في رؤية الدول الأوروبية لوجود دولة إسرائيل كضامن هام للأمن القومي الأوروبي، بينما ترى الدول العربية أن ما تقوم به إسرائيل يتعارض مع المواثيق الدولية وقواعد الحرب.

تظل القضية الفلسطينية قضية معقدة، ومن غير المرجح أن تحقق القمة أي اتفاقيات جذرية، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية ميّالة للتصعيد وتنتهك القوانين. يُعَد اجتماع القمة ضروريًا جدًا، ولكن يجب الآن التركيز على إنقاذ الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة وتوجيه المساعدات إلى الملايين الذين يُعانون تحت الركام بدون مياه ولا دواء ولا غذاء.

 

إغلاق