جنون ما بعد 11 سبتمبر ومخاوف مصر من نتائج الحروب العبثية

جنون ما بعد 11 سبتمبر ومخاوف مصر من نتائج الحروب العبثية

بعد أحداث “11 سبتمبر”، تغيرت ديناميات العالم بشكل جذري، ولم تكن إسرائيل بعيدة عن هذه التحولات الكبيرة. بالنظر إلى الوضع الراهن في غزة وما يُخطط له من هجوم بري، يحذّر الكاتب والمحلل السياسي طارق الحميد من خطر كبير يُحاك ضد الفلسطينيين. وهذا الخطر يأتي في صورة دفع الفلسطينيين نحو عملية نزوح جماعي من غزة إلى الأراضي المصرية.

في مقاله المثير “الحذر من تغيير الخرائط” الذي نُشر في صحيفة “الشرق الأوسط”، يسلط الحميد الضوء على التحولات الكبرى التي تجري على الساحة الدولية. بعد عملية “طوفان الأقصى”، والتي لاقت دعماً دولياً غير مسبوق لإسرائيل، أصبح واضحًا أن إسرائيل تسعى للحفاظ على “قدرتها على الدفاع عن نفسها”. هذا الدعم المستمر والموحد من الدول الكبرى يشير إلى أن القاعدة الاستراتيجية لدى إسرائيل اليوم هي “الجنون”. ليس هناك مكان لصوت العقل في هذا السياق.

الحميد يحذر بشدة من تغيير الخرائط والعودة إلى المربع صفر، مع التأكيد على أننا نعيش في ظروف “جنون ما بعد 11 سبتمبر/ أيلول”. وهذا الجنون يُجسد في رغبة إسرائيل في اجتياح كامل لغزة، مما يمثل تهديدًا خطيرًا للقضية الفلسطينية وللمنطقة بأسرها.

من الواضح أن الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك “حماس”، لم تدرك خطورة الوضع الحالي. إسرائيل تفاخر دائمًا بقدرتها على الردع، واليوم، بعد “طوفان الأقصى”، تسعى لاستعادة هذه القوة بجميع الوسائل. ولكن “حماس” والفصائل الأخرى يشعلون الحروب دون تفكير في عواقبها المدمرة، مما يزيد من تعقيد الأمور ويُضعف من موقف الفلسطينيين في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، تثير خطة إسرائيل لنزوح الفلسطينيين جماعيًا إلى الأراضي المصرية مخاوف مصر. يعتبر الحميد أن هذه الخطة تمثل تهديدًا للخرائط الجغرافية والواقع السياسي في المنطقة، مما يشعل مخاوف مصر ويدفعها للتحذير من المخاطر المحيطة بثوابت القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني.

في الختام، يجب على الجميع أن يدركوا خطورة الوضع الحالي ويعملوا جاهدين على الحفاظ على وحدة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. يجب عدم السماح للجنون وصوت العدوانية بأن يسيطرا على المنطقة، وبدلاً من ذلك، يجب العمل نحو تحقيق العدالة والسلام في هذه الأراضي المقدسة. إن حماية حقوق الإنسان والعمل من أجل السلام يجب أن تكون أولويتنا الرئيسية، وعلينا أن نعمل معًا لمنع أي تهديدات مستقبلية ولبناء مستقبل يستند إلى العدالة والمساواة.

إغلاق