إسرائيل والسعودية…تطبيع العلاقات مشروط بحل القضية الفلسطينية

إسرائيل والسعودية…تطبيع العلاقات مشروط بحل القضية الفلسطينية

تشير تقارير صحفية إلى أن التوصل لاتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والسعودية سيتطلب تقديم إسرائيل تنازلات كبيرة للفلسطينيين، وهو أمر من غير المرجح أن توافق عليه الحكومة الإسرائيلية المتشددة الموجودة في السلطة حاليا.

ولهذا السبب، فإن رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، ربما يسعى لتشكيل حكومة جديدة مع المعارضة حتى يمكنه تمرير الموافقة على تنازلات للفلسطينيين.

تطالب الرياض باتخاذ خطوات عملية على أرض الواقع لحل القضية الفلسطينية مقابل التطبيع مع تل أبيب، وهو ما قد يدفع نتنياهو إلى تشكيل حكومة وسطية، حسبما جاء في وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية.

نقلت التقارير عن مسؤول إسرائيلي، لم يذكر اسمه، زعمه أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أبدى تحفظه على اتفاق محتمل للتطبيع مع إسرائيل، مشيرا إلى أن المملكة تطالب بإجراءات على الأرض وليس مجرد وعود من نتنياهو.

ولذلك فإنه من غير المرجح أن يوافق المتشددون داخل حكومة نتنياهو، على تلك الإجراءات بصورة ربما تقود لانهيارها، بحسب التقارير، التي أشارت إلى أنه المعارضة التي ترفض تكوين ائتلاف مع نتنياهو، ربما تغير موقفها وتشارك في تشكيل حكومة جديدة، إذا كان هذا الأمر يتعلق بالتطبيع مع السعودية.

كما زعمت التقارير أن شروط الرياض للتطبيع مع إسرائيل تشمل أيضا ربط ذلك باتفاقية للدفاع المشترك مع واشنطن على غرار علاقتها بـ “الناتو”، إضافة إلى دعم مساعي الرياض لتطوير برنامج نووي سلمي، والسماح للرياض بشراء الأسلحة الأكثر تقدما وخاصة نظام الدفاع الصاروخي “ثاد”.

يذكر أن نتنياهو يسعى لإبرام اتفاق تطبيع مع الرياض خلال فترة حكمه ويعتبر أن هذا الأمر من الأولويات التي يجب التوصل إليها، بينما حذر مسؤولون أمريكيون من أن ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية ربما يجعل التطبيع بين السعودية وإسرائيل مستحيلا.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تصريح أمس السبت، إن اتفاقا ربما يكون في الطريق بين إسرائيل والسعودية، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن الاتفاق المحتمل.

وتحدث مسؤولون إسرائيليون، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة، عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية برعاية أمريكية، لكن الرياض أكدت مرارا أن تطبيع العلاقات مع تل أبيب مرهون بتطبيق مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2002.

وتنص مبادرة السلام العربية على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

الأهمية الاستراتيجية للتطبيع بين إسرائيل والسعودية

التطبيع بين إسرائيل والسعودية سيكون تطورا كبيرا في المنطقة. سيفتح هذا التطبيع الباب أمام التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين، وسيساعد على تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

للسعودية أهمية استراتيجية كبيرة لإسرائيل. تقع السعودية في قلب العالم العربي، وهي عضو في مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم أكبر اقتصادات في المنطقة. تتمتع السعودية أيضا بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة.

التطبيع بين إسرائيل والسعودية سيكون له تأثير كبير على القضية الفلسطينية. سيساعد هذا التطبيع على دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسيعزز من موقف إسرائيل الدولي.

التحديات التي تواجه التطبيع بين إسرائيل والسعودية

هناك العديد من التحديات التي تواجه التطبيع بين إسرائيل والسعودية. أهم هذه التحديات هو القضية الفلسطينية. تطالب السعودية بحل القضية الفلسطينية قبل التطبيع مع إسرائيل.

هناك تحدي آخر يتمثل في المعارضة داخل إسرائيل للتطبيع مع السعودية. هناك العديد من الأحزاب في إسرائيل التي تعارض التطبيع مع السعودية، لأنها ترى أن ذلك سيضر بالقضية الفلسطينية.

هناك أيضا تحديات تتعلق بإيران. تنظر السعودية إلى إيران على أنها تهديد لأمنها، وتخشى من أن يؤدي التطبيع مع إسرائيل إلى ازدياد التوتر مع إيران.

على الرغم من هذه التحديات، إلا أن هناك إمكانية للتطبيع بين إسرائيل والسعودية. إذا تمكنت الدولتان من التغلب على هذه التحديات، فإن التطبيع سيكون له تأثير كبير على المنطقة.

إغلاق